- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
![]() |
ما الذي يشغل الأهل عن مراقبة الطفل؟ حوادث سقوط الأطفال من الشرفات |
يمر الطفل في حياته بمراحل عمرية تحمل كل واحدة منها تغيرات مختلفة، لكن الأخطر على الإطلاق وأشدها صعوبة للأهل هي الفترة التي يكون فيها الطفل غير مدرك لعوامل الخطر حوله، سواء كانت تؤدي إلى إيذاء جسدي أو إلى موت محقق.
عندما يبدأ الطفل بالمسير تكثر مصادر الخطر
تعد المدة التي تتراوح ما بين العام والخمسة أعوام لعمر الطفل عصيبة إلى حد ما، أي بعدما يبدأ الطفل بالمسير أولى خطواته تبدأ معها رحلات المغامرة والاستكشاف في مناطق الخطر.
ونحن هنا بصدد تسليط الضوء على حوادث سقوط الأطفال من الشرفات العالية، والتي باتت للأسف كثيرة في الأيام الماضية، ولا سيما خلال فصل الصيف، حيث النوافذ تكون مفتوحة ومعدّة إلى وقوع الفاجعة.
فما الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الطفل من الشرفة؟
وكيف نحدّ من انتشار تلك الحوادث؟
وكيف نحدّ من انتشار تلك الحوادث؟
أسباب حوادث سقوط الأطفال من الشرفات العالية
قبل التعرف على الأسباب علينا أن نعلم أولًا أن الطفل في تلك المرحلة يغلبه الفضول لمعرفة ما يدور حوله، مما يقوده ذلك في الخوض إلى المجهول، فأي صوت غريب عن بيئته يمكن أن يجذب انتباهه، وخاصة إذا كان مصدر الصوت من خارج المحيط الذي يقيم بداخله الطفل، كصفير سيارة الإسعاف أو بوق سيارة أو صوت لعب أطفال أو حتى زقزقة عصفور... جميعها كفيلة لجذب الطفل من داخل غرفته إلى الشرفة كي يعرف ما حقيقة مصدر ذاك الصوت ومن أين أتى!
الطفل يملك الفضول لمعرفة مصدر أي صوت أو حركة
وقد يجذب انتباهه حركة مجموعة من السحاب أو طائرة ورقية تتمايل في السماء، أو سرب من الطيور المهاجرة أو فراشة تتراقص بالقرب من الشرفة، فيركض ليراقب الحركة عن قرب دون الوعي لما سيحدث لو اقترب من الحافة!
الشرفة أفضل منصة للوصول إلى الهدف
هناك أيضًا أمر مهم للغاية ونحن بدورنا غافلون عنه، إن الطفل في تلك المرحلة العمرية يحب التقليد لدرجة أنه يقوم في تقليد أي حركات يراها أمامه دون الوعي إذا كانت سليمة أم لا، إذ أنه لا يدرك بعد أن تلك الحركات واقعية تحصل في الحياة بشكل طبيعي أم هي حكرًا موجودة في الخيال!
أكبر مثال على ذلك ما يشاهده الطفل من أفلام كرتون ويتابعه كل يوم على شاشة التلفزيون، أو من خلال الحاسوب مثل مسلسلات سوبر مان، القوى الخارقة و سلاحف النينجا... وغيرها من أفلام الكرتون التي يحلق أبطالها في الهواء...
الأهل أحيانًا يرمون بطفلهم أمام مثل تلك الأفلام لينشغل بها بعضًا من الوقت، أو ربما لساعات مقابل أن يتفرغوا لأعمال أخرى، دون مراعاة مسألة شغف الطفل لتقليد تلك الشخصيات الكرتونية وهي تطير! وعدم الانتباه على أن الشرفة أفضل منصة لتحقيق هدف الطفل!.
لا بد من شخص واعي يرافق الطفل
علينا الإدراك أن السبب الأول والأخير لتلك الحوادث المؤلمة هو عدم تواجد الأهل بجانب الطفل! مهما كانت الظروف يجب أن يكون هناك مراقب واعي يجلس مع الطفل في نفس الغرفة، حيث يلحقه بنظراته أينما ذهب وتحرك، دون تركه ولا لحظة واحدة، لأن الأطفال سريعون في الحركة إذا أرادوا أن يصلوا إلى شيء...
أشدد على وجود شخص كبير موثوق بجانب الطفل، حيث أن بعض العائلات تكتفي بطفل آخر متواجد في نفس الغرفة ربما أخ أكبر بقليل أو طفل أحد الجيران أو الأقارب! فهذا لا يعود بالحماية أبدًا وليس مصدر أمان يتكأ عليه الأهل في حال غيابهم أو انشغالهم…
التفرغ التام لمراقبة الطفل وعدم الانشغال عنه
في إحدى الحوادث المؤلمة التي حصلت في السنوات القليلة الماضية، اضطرت فيها الأم لترك طفلتها عند الجارة كي يتسنى لها إعطاء دروس في المنزل عبر النت بشكل هادئ، كونها تعمل آنسة في إحدى المدارس التي تتبع نظام التعليم عن بعد بسبب جائحة فيروس كورونا، ويبدو أن الجارة انشغلت عن الطفلة أو لم تعرها الانتباه الكافي فوقعت بدورها من الشرفة العالية، وتسببت الحادثة للأسف في موت الطفلة بشكل مأساوي.
ما الذي يشغل الأهل عن مراقبة الطفل؟
السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا عند حوادث سقوط الأطفال، أين كانت الأم وقت وقوع الحادثة؟! حيث أن المسؤولية الكبرى تقع عليها كون الأب غير متواجد في المنزل أغلب الأوقات لطبيعة عمله في الخارج، بينما الأم تقضي معظم الوقت في المنزل مع طفلها.
لكن ما الذي يجعل الأهل أو الأم -بصورة أدق- أن تترك الطفل للمغامرة بمفرده؟!
لحظات قد تفصل بين الموت والحياة!
هناك للأسف الشديد عدة وظائف تقوم بها الأم تشغلها عن مراقبة الطفل، أمثلة عليها:
الانشغال بتحضير الطعام في المطبخ أو تنظيف المنزل، مشاهدة مسلسل أو فيلم مشوق، انشغالها بالضيوف أو بمكالمة هاتفية أو تكون مشغولة بالمحادثات النصية على مواقع التواصل، أو ربما قد يغلبها التعب وتغفو قليلًا فيغيب عنها طفلها للحظات تتحول بعدها إلى كارثة….
أو ربما تنشغل لسبب ضروري وهو حاجتها لدخول الحمام، فتتركه وحيدًا على احتمال أنها لن تتأخر عليه، ليقوم الطفل على اغتنام فرصة غياب والدته ليبدأ بالمغامرة!
أما الأسوأ من ذلك كله فقد ينشغل الأب والأم عن الطفل عند تواجدهم سوية في المنزل، مثلًا في حالات الشجارات المستمرة بينهما أو في حال كل منهما يظن أن الطفل تحت مراقبة الآخر، كأن تكون الأم مشغولة في المطبخ وهي تظن أن الطفل مع والده، بينما يكون الأب مشغول بمشاهدة مباراة رياضية على التلفاز معتقدًا بأن الطفل مع والدته في المطبخ... والكثير من حالات غياب الأهل عن مراقبة الطفل تؤدي إلى طريق واحدة، وهي الإهمال وترك الطفل لمثل تلك الحوادث.
الإهمال واللامبالاة تؤديان إلى نتائج أليمة
وهناك سبب غير مباشر في انتشار حوادث سقوط الأطفال من الشرفات العالية، هو تعدد المسؤوليات وتضخم الأعمال سواء داخل المنزل وخارجه، حيث أن كثرة الإنجاب والعدد المبالغ فيه من الأطفال يؤدي إلى إهمال الأهل في حماية أطفالهم وتركهم للقدر.
تأمين طعام الطفل ليس كافٍ فهناك أشياء كثيرة على الأهل تأمينها لرعاية أطفالهم رعاية صحية ونفسية، وتقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة في حماية طفلهم من أي خطر وتأمين بيئة آمنة للعيش على هذا الكوكب، يجب على الأهل دراسة فكرة الإنجاب دراسة وافية، فإن شعروا أنهم غير قادرين على حمل تلك المسؤولية، عليهم التفكير جيدًا في مسألة الإنجاب وبالعد حتى المليون قبل الخطي بهذه الخطوة.
الحلول المنقذة لعدم وقوع حوادث سقوط الأطفال من الشرفات العالية
حلان لا ثالث لهما لتقليل حوادث سقوط الأطفال:
الأول هو اتخاذ تدابير الحماية بشكل جدي وأولها كما ذكرنا سابقًا، هي وجود شخص واعي يجلس مع الطفل لمراقبته، والأفضل أن يكون أحد الأبوين أو واحد من الأشخاص الموثوق بهم.
أما الحل الثاني للوقاية من حوادث سقوط الأطفال من الشرفات العالية هو عمل إجراءات بسيطة تمنع من حدوث مثل تلك الكوارث منها:
- عدم وضع كراسي في الشرفة تساعد الطفل على الصعود والاقتراب من الحافة
- تركيب أقفال على النوافذ تمنع الطفل من فتح النافذة
- أو تركيب شبك معدني بحيث يغطي الشرفة بشكل كامل، ويمكن الاستعاضة عنها بشبكة من الحبال المتينة
- محاولة عدم السكن في منزل ذو طابق عالي، والمكوث في الطابق الأرضي للبناء من أجل سلامة الطفل من حوادث السقوط.
- أو تركيب شبك معدني بحيث يغطي الشرفة بشكل كامل، ويمكن الاستعاضة عنها بشبكة من الحبال المتينة
- محاولة عدم السكن في منزل ذو طابق عالي، والمكوث في الطابق الأرضي للبناء من أجل سلامة الطفل من حوادث السقوط.
في الحياة هناك دائمًا إجراءات سلامة قد تكون بسيطة لكن تحمي من وقوع الحوادث الأليمة.
للاستماع إلى المقال اضغط هنا
الإصدارات الأدبية للمؤلفة نور شحط
للمتابعة على قناة اليوتيوب

تعليقات
إرسال تعليق